الإسلام عقيدة، ينبثق منها شريعة، يقوم على هذه الشريعة نظام.. وهذه الثلاثة متفاعلة هي الإسلام، فلكي يتمثل الإسلام في النفس وفي واقع الحياة، لا بد أن يُوجد النظام الذي يتمثل فيه..
لذا، فدين الإسلام: نظام كلي شامل يريد أن يقضي على سائرالنظم الباطلة الجائرةالجاريةفي العالم ويقطع دابرها،ويستبدلبها نظاماً صالحاً ومنهاجاً معتدلاً يرى أنه خيرللإنسانية من النظمالأخرى،وأن فيه نجاة للجنس البشري من أدواء الشروالطغيان وسعادة له وفلاحاً فيالعاجلةوالآجلة معاً..
فهو ثورة تحريرية.. تبدأ أولاً في النفس، بتحريرها من أهوائها وشهواتها، واستعدادها لحمل الأمانة، والقيام بالتكاليف، والنهوض بالأعباء.. الأمر الذي يتطلب جهاداً تربوياً شاملاً.. لإعداد الجيل المسلم الذي لا يكتفي ببذل الوسع والطاقة فحسب؛ لتبرأة الذمة.. إنما يجعل من الإسلام وقيام نظامه قضية حياته.. فيستنفذ من أجل هذا الإسلام جميع قواه، ومساعيه؛ لتحقيق نظامه في الحياة، ويسقط كل النظم الأخرى التي تعاديه.
ثورة تحريرية.. في داخل النفس، لتعود خلقاً جديداً، متهيأ لشرف المهمة، ولتحقيق الميثاق الذي قال الله عن من تخلف عنه: ** َفبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ.. }.. والنتيجة المترتبة على هذه اللعنة، قال الله عنها: ** أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } جزاء على إعرضهم عن القيام بأمانة هذا الدين، والركون إلى أهواء النفس، وشهواتها.. فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم؛ فلا يعرفون حقاً، ولا ينكرون منكراً.. والله تعالى حذر عباده، أشد ما يكون التحذير من أن تأخذهم الدنيا، عن النهوض بدعوة الحق ـ كما جاء بها الأنبياء والمرسلين ـ بإقامة النظام الذي يتمثل فيه الإسلام، منهجاً للحياة، مهما كانت التضحيات..
فالله تعالى لم يرسل رسله، ولم يُنزّل كتبه، إلا ليقوم في الأرض نظام يعبد فيه الله وحده، وتتمثل في هذا النظام مبادئ الإسلام، ثم يقوم هذا النظام بإسقاط النظم الأرضية، لتحرير الإنسان منها، فقال تعالى: ** لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }..ولم يكن الله ليرسل رسله ويُنزل كتبه، من أجل أن يقبع الناس في دور العبادة، منطوين على أنفسهم، تاركين الظلم والفساد يموج في الأرض.. لم يكن هذا دين الله أبداً.. فالإسلام دين واقعي، وأول ما يعالجه، ويهتم به هو "الحياة الواقعية" فلا يدع صغيراً أو كبيراً إلا حكم بحكم الله فيه.. حتى المشاعر والأحاسيس، فإنها يصبغها بصبغة الإسلام.. !!
لقد حذر الله تعالى عباده أشد ما يكون التحذير، فقال سبحانه:
** قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }.
وهذه الثورة في النفس.. ثورة تحريرية إنقلابية.. إذ أن كيان النفس يتزلزل، ليعود بناء آخر.. جديد.. وضئ.. غريب على الدنيا.. إذ أن النفس ـ حين تتحرر ـ تجد نفسها أمام نفس أخرى تتعجب هي منها: إذ أصبحت تزن الحياة بمقياس آخر، فلقد تبدلت القيم، واختلفت الموازين، وعالجت النفس عوراتها بذاتها، واستعدت لبدء حياة جديدة: ** وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً.. }.
فأصبحت النفس (مع أخواتها) سهلة.. لينة.. حبيبة.. مطمئنة.. هادئة.. قنوعة.. راضية.
و(مع أعدائها) قوية.. صلبة.. لا تضعف.. لا تستكين.. لا تلين.
وهذه النفس بهذه المواصفات، لا يمكن أن تُولد إلا أن تكون لله وحده، وعازمة على القيام بالأمانة والعهد والميثاق.
لذا، فدين الإسلام: نظام كلي شامل يريد أن يقضي على سائرالنظم الباطلة الجائرةالجاريةفي العالم ويقطع دابرها،ويستبدلبها نظاماً صالحاً ومنهاجاً معتدلاً يرى أنه خيرللإنسانية من النظمالأخرى،وأن فيه نجاة للجنس البشري من أدواء الشروالطغيان وسعادة له وفلاحاً فيالعاجلةوالآجلة معاً..
فهو ثورة تحريرية.. تبدأ أولاً في النفس، بتحريرها من أهوائها وشهواتها، واستعدادها لحمل الأمانة، والقيام بالتكاليف، والنهوض بالأعباء.. الأمر الذي يتطلب جهاداً تربوياً شاملاً.. لإعداد الجيل المسلم الذي لا يكتفي ببذل الوسع والطاقة فحسب؛ لتبرأة الذمة.. إنما يجعل من الإسلام وقيام نظامه قضية حياته.. فيستنفذ من أجل هذا الإسلام جميع قواه، ومساعيه؛ لتحقيق نظامه في الحياة، ويسقط كل النظم الأخرى التي تعاديه.
ثورة تحريرية.. في داخل النفس، لتعود خلقاً جديداً، متهيأ لشرف المهمة، ولتحقيق الميثاق الذي قال الله عن من تخلف عنه: ** َفبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ.. }.. والنتيجة المترتبة على هذه اللعنة، قال الله عنها: ** أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } جزاء على إعرضهم عن القيام بأمانة هذا الدين، والركون إلى أهواء النفس، وشهواتها.. فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم؛ فلا يعرفون حقاً، ولا ينكرون منكراً.. والله تعالى حذر عباده، أشد ما يكون التحذير من أن تأخذهم الدنيا، عن النهوض بدعوة الحق ـ كما جاء بها الأنبياء والمرسلين ـ بإقامة النظام الذي يتمثل فيه الإسلام، منهجاً للحياة، مهما كانت التضحيات..
فالله تعالى لم يرسل رسله، ولم يُنزّل كتبه، إلا ليقوم في الأرض نظام يعبد فيه الله وحده، وتتمثل في هذا النظام مبادئ الإسلام، ثم يقوم هذا النظام بإسقاط النظم الأرضية، لتحرير الإنسان منها، فقال تعالى: ** لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }..ولم يكن الله ليرسل رسله ويُنزل كتبه، من أجل أن يقبع الناس في دور العبادة، منطوين على أنفسهم، تاركين الظلم والفساد يموج في الأرض.. لم يكن هذا دين الله أبداً.. فالإسلام دين واقعي، وأول ما يعالجه، ويهتم به هو "الحياة الواقعية" فلا يدع صغيراً أو كبيراً إلا حكم بحكم الله فيه.. حتى المشاعر والأحاسيس، فإنها يصبغها بصبغة الإسلام.. !!
لقد حذر الله تعالى عباده أشد ما يكون التحذير، فقال سبحانه:
** قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }.
وهذه الثورة في النفس.. ثورة تحريرية إنقلابية.. إذ أن كيان النفس يتزلزل، ليعود بناء آخر.. جديد.. وضئ.. غريب على الدنيا.. إذ أن النفس ـ حين تتحرر ـ تجد نفسها أمام نفس أخرى تتعجب هي منها: إذ أصبحت تزن الحياة بمقياس آخر، فلقد تبدلت القيم، واختلفت الموازين، وعالجت النفس عوراتها بذاتها، واستعدت لبدء حياة جديدة: ** وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً.. }.
فأصبحت النفس (مع أخواتها) سهلة.. لينة.. حبيبة.. مطمئنة.. هادئة.. قنوعة.. راضية.
و(مع أعدائها) قوية.. صلبة.. لا تضعف.. لا تستكين.. لا تلين.
وهذه النفس بهذه المواصفات، لا يمكن أن تُولد إلا أن تكون لله وحده، وعازمة على القيام بالأمانة والعهد والميثاق.
"أي ثورة نفسية في سبيل الله، من أجل ولادة نفس جديدة قادرة على الكفاح مع أخواتها في المجتمع المسلم؛ لإقامة دين الله تعالى، وحمل رسالته للبشرية"
وتبدأ في الواقع ثانياً.. بتصحيح مركز المرأة في الكون، وردها إلى الفطرة الجميلة التي خلقها الله عليها.
ثورة تحريرية فكرية.. على كل الأفكار التي حولّت إلى المرأة إلى مسيخ، حرمها من أنوثتها.
ثورة تحريرية واقعية.. على كل الأوضاع التي تخالف التكوين النفسي والبيولوجي للمرأة، مهما كانت الدعوات؛ لتحرير المرأة من كل الآصار الاجتماعية التي صارت عليها.
ثورة عاطفية وروحية.. في كيان المرأة النفسي والروحي، لتخلع عنها كل قيد نفسي أو فكري، يُعوق دورها الرائد الضخم في هذه الحياة.
ثورة تحريرية سلوكية.. لمخاطبة المرأة على كونها الكيان العاطفي اللازم للحياة، وتصحيح طريقة التعامل معها بما يناسب كيانها النفسي.
ثورة تحريرية تطبيقية.. لتفعيل دورها في بناء المجتمع المسلم، وإعداد أبنائها تحت "أهداف الرسالة الإسلامية العالمية".
ثورة تحريرية شاملة.. للمرأة وهي ابنه، وهي زوجة، وهي أم، وهي لبنة جميلة في بناء الأمة المسلمة، ثورة لمخاطبة روحها وعاطفتها في كل مراحلها، وتوجيه طاقاتها في الاتجاه الصحيح لإحياء الأمة المسلمة من جديد.
ثورة تحريرية إنقلابية.. لإخراجها من الانطواء والتغييب إلى حيوية الحياة، في منهج على وعي بنفسيتها وبسعادتها.. لإخراجها من السلبية إلى الإيجابية الفاعلة.. لإخراجها من العلوم التي لا تليق بها، إلى العلوم التي توافق مشاعرها، وروحها، ودورها في الحياة.
هذه الثورة التحريرية الإنقلابية العالمية، تحتاج إلى نساء تم إعدادهن إعداد خاص.. نساء تشربوا مبادئ الإسلام من ينبوعه الصافي، فعدوا كما خلقهن الله على الفطرة، مسلمات.. مؤمنات.. قانتات.. تائبات.. عابدات.. سائحات.. وأهداف الرسالة الإسلامية العالمية تجري في دمائهن، وذات ثقافة عصرية واعية بكل ما يحدث حولها.
والأمة.. كل الأمة في اشتياق ولهفة إلى هذه المرأة.. شقيقة الرجل.. مصنع "الإنسان".. زهرة الحياة.. مربية الأجيال..
المرأة: صاحبة الروح التي تركت الأرض وهناك حول النجوم تسير..
المرأة: صاحبة القلب الذي يتسع الكون ويبقى فيه الكثير..
المرأة: صاحبة النفس العالية التي تربو فوق كل شيئ حقير..
المرأة: صاحبة اليد الحنونة التي ترفع الألم عن كل عسير.
والتكاليف كلها قليلة أمام صناعة "الإنسانة الصالحة"..
التكاليف كلها قليلة أمام إنقاذ المرأة من جحيم الجاهلية..
التكاليف كلها قليلة أمام إعداد "الرائـدات.. المهاجرات" لتحرير الأمة المسلمة.
** وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق