***************************************************


Logo Design by FlamingText.com
Logo Design by FlamingText.com

هذه هي آخر منتجات قمت بمشاهدتها Souqموقع الويب الخاص بـ:
في الأغلب، انتهى الأمر بالأشخاص الذين قاموا باستعراض هذه المنتجات إلى اختيار المنتجات التالية:

السبت، 25 أغسطس 2012

التاريخ الاسلامى// مصر فى عهد الدولة الأخشيدية


مصر فى عهد الدولة الأخشيدية


مصر فى عهد الدولة الأخشيدية

إعداد الباحث: أشرف السيد الشربينى

كانت تجربة ابن طولون ودولته قد فتحت العيون على ما يمكن أن تقدمه مصر لمن يتولاها من إمكانيات فهى قاعدة عسكرية إقتصادية كبرى، من تمكن منها استطاع أن يحصل على مال وفير متصل، وبهذا يقيم لنفسه مُلكا يدوم بدوامه ويورثه لذريته لذلك حرص الأذكياء من ولاه مصر فى هذه الفترة أن يثبتوا أقدامهم فيها وقد نجح فى ذلك "الإخشيد" عندما أسس فى مصر دولة شبه مستقلة ذات قوة لا يستهان بها.

الدولة الإخشيدية (323هـ - 358 هـ):
مؤسسها هو "محمد بن طغج الإخشيدى" (323 – 334هـ) وكان من أصل تركى, وظهرت شجاعته فى صد هجمات الدولة الفاطمية التى قامت فى تونس والمغرب فولاه الخليفة العباسى ولاية الشام سنة 319هـ ، ثم أصبح سنة 323هـ واليا على مصر, فأستقل بمصر وبنى مدينة العسكر عاصمة لدولته ومد نفوذه إلى مكة والمدينة وقام بالكثير من الإصلاحات فى البلاد.
وما كادت أحوال مصر تستقر بولاية "محمد بن طغج الإخشيدى" حتى جاء إليها الوزير العباسى "الفضل بن جعفر" يحمل هدايا الخليفة "الراضى" إليه مما يعنى تثبيت الخلافة العباسية لحكمه.
وعهد الإخشيد فى أواخر أيامه بالمُلك إلى ولده "أبى القاسم جور" فتولى "كافور" الوصاية عليه.

الدولة الإخشيدية بعد وفاة "محمد بن طغج":
كان "الإخشيد" قد إستخلف إبنه "أبا القاسم أنوجور" (334 – 349هـ) على حكم مصر وكان عمره 15سنة, وجعل معه أخاه "أبو الحسن بن طغخ" عم "أنوجور" لثقته فيه, وكانت الخلافة قد وافقت على هذا الإستخلاف, ويقال أيضاً أن "الإخشيد " قد عهد بولاية العهد من بعده لولديه "أنوجور" و"على" وان تكون الوصاية عليهما لـ "كافور" الذى كان موضع ثقة "الإخشيد".
وظل "كافور" قابضاً على زمام الأمور بالدولة حتى توفى "أنوجور" فى ذى الحجة 349هـ فنقل جثمانه إلى بيت المقدس ليدفن إلى جوار أبيه "الإخشيد", وقيل فى تفسير وفاته المبكرة أن "كافور" دس السم له للخلاص منه.
وتولى الحكم بعد وفاة "أنوجور" أخوه "على بن محمد بن طغج الإخشيد" (349 – 355هـ) وأقره الخليفة العباسى"المطيع لله", ولم يكن أحسن حالاً من أحيه من حيث حجر كافور عليه وقبضته على شئون الحكم بمصر والشام, وفى سنة 351هـ كرر "على" محاولة أخيه "أنوجور" من قبل فى تنحية "كافور" وإستعادة السلطة منه, ولكنه فشل لضعفه وقلة أنصاره مع قوة "كافور" وكثرة أتباعه, ونتج عن هذه المحاولة الفاشلة أن فسد العلاقة بينهما, وظل الأمر على هذا الحال حتى وفاة "على" فى محرم 355هـ , وقيل أيضاً أن "كافور" قد دس له السم كأخيه, وقد حمل جثمانه أيضاً إلى بيت المقدس ليدفن إلى جوار أبيه وأخيه.

كافور الإخشيدى:
تلقب بـ "الإخشيدى" نسبه إلى سادته الإخشيديين حيث كان عبداً لـ "الإخشيد", وتولى تربية أولاد "الإخشيد" وصار من كبار قواده ولما توفى "الإخشيد" تولى "كافور" إدارة الحكم بينما كان إبنى الإخشيد أقل من السن التى تؤهلهم لأمور الحكم فأصبحت شئون البلاد فى يد "كافور" فحافظ على ممتلكات الدولة الإخشيدية, وأصبح كافور سنة 355هـ واليا من قبل العباسيين على مصر والشام, ولما توفى "كافور" سنة 357هـ عادت الفوضى للبلاد وتطلع الفاطميون للإستيلاء على مصر.
بعد وفاة كافور سنة 357هـ إجتمع كبار القادة والعلماء بمصر وبايعوا "أحمد بن على بن الإخشيد" الولاية وكان عمره 11عاماً, ولم يستمر فى الحكم أكثر من عام حيث قام الفاطميون بالقضاء على الدولة الإخشيدية، وتم إجلاء آخر الأمراء "أحمد بن على بن الإخشيد" (من أحفاد الإخشيد) عن الفسطاط سنة 358هـ.

النظم ومظاهرالحضارة فى عهد الدولة الإخشيدية:
النظم الإدارية:
حافظ "محمد بن طغج الإخشيد" على ديوان الإنشاء الذى أنشأه "أحمد بن طولون" وقد تولى وظائف الإدارة العليا بالدولة الإخشيدية رجال الجيش.
وكانت علاقة الدولة الإخشيدية بالخلافة العباسية علاقة وطيدة تتمثل فى موافقة الخلافة العباسية على قيام حكام الدولة فى الحكم, ومع أن الحكم فى الدولة الإخشيدية كان حكماً مستقلاً إلا أنه كان يعترف بالولاء للخلافة العباسية.
ومن الوظائف الإدارية الهامة التى عرفتها خلال عهد الدولتين الطولونية والإخشيدية وظيفة كاتب السر أو الكاتب وهى وظيفة تشبه وظيفة السكرتير الخاص أو مدير المكتب الحالية, حيث يدون شاغلها كل ما يجرى فى حضرة الحاكم.

النظم المالية:
ورث العصر الإخشيدى طبقة الجند والقواد تميزت بالثراء الفاحش عن الدولة الطولونية وكان أبرزها وأشهرها "الماذرائيين" الذى بلغ من شهرتهم ونفوذهم أن خصهم المؤرخ "إبن زولاق" بأحد مؤلفاته وهو كتاب (سيرة "الماذرائيين" كتاب مصر).
وقد ورث العصر الإخشيدى أيضاً فرض ضرائب عديدة كان أهمها الخراج, وعرف عن "الإخشيد" كثرة مصادراته لأموال عماله وكبار موظفيه, وكان يبرر ذلك بحاجة الدولة إلى الأموال ببإنفقا على الجيش والأسطول والبناء فضلاً عما كان يرسله للخلافة العباسية من أموال.

النظام القضائى:
وفى العصر الإخشيدى عرف عن "محمد بن طغج الإخشيدى" و"كافور" جلوس كل منهما أسبوعياً للنظر فى القضايا بالإضافة إلى تعيين القضاة, وفى العصر الإخشيدى أيضاً إمتد إختصاص القاضى للإشراف على الحسبة والمواريث والأحباس ونفقة الأيتام, كما كان يشارك فى رؤية هلال رمضان, كما إمتد سلطان القضاة فى ذلك العصر إلى الشام والحجاز.

النظام الحربى:
كان الجيش فى العصر الإخشيدى كبيراً كما كان فى العصر الطولونى وتقدره بعض المصادر بنحو أربعمائة ألف جندى بالإضافة لحرس الإخشيد ومماليكه الذين بلغت أعدادهم ثمانية ألف جندى, وعرف عن الإخشيد أنه كان يستعرض جيشه الكبير فى أيام الأعياد, وفى بعض المناسبات الأخرى.

مظاهر الحضارة العلمية والأدبية:
العلوم والآداب:
حققت الحركة العلمية والأدبية تطوراً ملموساً فى مصر فى العصرين الطولونى والإخشيدى, فقد حققت اللغة العربية تقدماً وإنتشاراً, وغلبته على اللغات الأخرى التى كانت سائدة, وفى عهدهم إزدهرت حركة التأليف فى التاريخ المصرى.
وفى مجال العلوم الدينية إتسعت الدراسات الفقهية وتفرعت علوم القرآن الكريم وتفسيره وقراءته, وكذلك علوم الحديث الشريف, وساعد على هذه النهضة إنتشار المذهب الشافعى بمصر وكثرة العلماء والطلاب الذين إلتفوا حوله.
وقد شهد العصر الإخشيدى إستقرار المذاهب الفقهية الكبرى بمصر, وإن كانت السيادة للمذهب الشافعى والمالكى, كما شجع الإخشيديين العلماء والأدباء والفقهاء وفى عهدهم ظهر العديد من الفقهاء والمؤرخين مثل:
- "سيبويه المصرى" فى النحو والصرف والأدب
- "إبن يوسف الكندى" فى التأريخ الإسلامى حيث كتب عن تاريخ مصر الإسلامية حتى وفاة الإخشيد.
- "المتنبى" الشاعر المعروف الذى أقام فى مصر فى عهد "كافور".

مظاهر الحضارة الإقتصادية:
الزراعة:
كانت الدولة فى العهد الإخشيدى تترك للفلاحين إصلاح الجسور وإقامتها وشق الترع والخلجان بعكس الحال فى عهد الدولة الطولونية.

الصناعة:
ازدهرت الصناعة فى العصرين الطولونى والإخشيدى، وخاصة صناعة النسيج التى كانت أهم الصناعات فى عهده، وتقدمت صناعة الفخار والخزف وصناعة المعادن لإنتاج الآنية الخاصة بالطعام والشراب وصناعة العملة.

التجارة:
نشطت التجارة فى القرن الثالث نشاطاً لم يكن معروفاً من قبل, ويعود هذا إلى ثروة مصر فى عهد الدولة الطولونية وفى النصف الأول من عهد الدولة الإخشيدية, حيث تأثر النشاط التجارى فى النصف الثانى من عهد الدولة الإخشيدية نظراً لما أصاب مصر من إنخفاض فى منسوب النيل وما نتج عنه من إنهيار فى الزراعة والتجارة والصناعة.

مؤرخى الدولة الإخشيدية:
الكندى:
هو (أبو عمر) "محمد بن يوسف بن يعقوب التجيبى الكندى" وهو غير الفيلسوف "الكندى".
وينتمى المؤرخ "الكندى" إلى عشيرة "تجيب" إحدى عشائر قبيلة "كندة" التى إستقرت فى العراق.
ولد "الكندى" فى مصر فى (10ذو الحجة سنة 283 هـ) و توفى بها فى (3 رمضان سنة 350 هـ) أى أنه عاصر فى شبابه وحتى وفاته الفترة المحصورة بين سقوط الدولة الطولونية سنة 292هـ, وقيام الدولة الإخشيدية سنة 323هـ, كما عاصر الدولة الإخشيدية حتى قرب سقوطها فى أيدى الفاطميين.

حياته:
ولا نعرف على وجه الدقة تفاصيل حياتة ونشأته, وإن كانت طفولته لا تخلتف عن طفولة أقرانه الذين نشأوا فى الفسطاط, وتعلموا علوم الدين وحفظوا القرآن الكريم, ودرسوا علوم الحديث, ومما يذكر أن أسرة الكندى تفوقت فى علوم الحديث, كما يضاف إلى معارف "الكندى" وخبراته إهتمامه بالشعر ورواية قصائده, وقد أورد الكندى فى مؤلفاته الكثير من الشعر.

أعماله:
وقد خلف "الكندى" ثروة من الكتب التاريخية الهامة التى لم يستغنى عنها مؤرخ من المؤرخين الذين لحقوا به, ولذلك يضعه المؤرخون المحدثون فى المكانة الأولى بين المؤخين فى القرن الرابع الهجرى, و للكندى كتب ضاع معظمها و لكنها كانت باقية من خلال المؤرخين الذين كانوا يقتبسون أجزاء كبيرة منها, ونذكر من كتبه:
- كتاب (الأجناد العربية)
- كتاب (الخندق والتراويح)
- كتاب (الخطط)
- كتاب (سيرة السرى بن الحكم)
- كتاب (سيرة مروان بن الجعد)
- كتاب (الموالى)
- كتاب (فضائل مصر)
وللكندى العديد من الكتب ضاع معظمها ولكن تبقى منها كاملا كتابين هما: 
- كتاب (ولاة مصر)
- كتاب (قضاة مصر)
وهناك من يعتبرهم كتاباً واحداً بإسم (الولاة والقضاة)
ويعتمد كتاب "الكندى" على رواية "ابن عبد الحكم" بشكل كامل الا انه مال إلى التفصيل فاتى كتابه 5 أضعاف كتاب "ابن عبد الحكم", ويتميز أسلوب "الكندى" بالحرص على التسلسل التاريخى, وتتبع الأخبار من مصادرها الأولى بأمانة ملحوظة, دون أن يقحم نفسه أو رأيه.

الحسن بن زولاق (306 – 387هـ / 919 – 997م):
هو (أبو محمد) الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن زولاق الليثى المصرى ، ولد فى مصر فى مدينة "الفسطاط" فى شعبان سنة 306هـ , وتوفى بها فى 25 ذو القعدة 378هـ
وتدلنا مؤلفات "إبن زولاق" على أنه إختار دراسة تاريخ مصر وأحداثها موضوعاً أساسياً, حيث عاصر الدولة الإخشيدية حتى سقوطها على أيدى الفاطميين سنة 358هـ , وقيام الخلافة الفاطمية بمصر وبناء مدينة القاهرة سنة 361هـ.
وتكتسب روايته أهمية خاصة حيث كان شاهد عيان على حدوثها, كما ساعدته علاقته الوثيقة بالبلاط الإخشيدى على وقوفه على أدق الأخبار وأهمها فضلاً عن أنه كتب تاريخ "محمد بن طغج الإخشيدى" مؤسس الدولة الإخشيدية بناء على تكليف إبنه "الحسن بن محمد بن طغج".
كما كان لإتصاله فيما بعد بالقائد "جوهر الصقلى" ثم الخليفة "المعز لدين الله" أثره فيما كتبه عن سيرة المعز والسنوات الأولى من عهد الفاطميين فى مصر.
ومن المؤسف أنه لم يصلنا من مؤلفات "إبن زولاق" مؤلف كامل, وإنما وصلتنا منها شذرات متفرقة فى بعض المؤلفات اللاحقة.
ومن أهم مؤلفات "إبن زولاق" التى وصلتنا أسمائها وبعض أجزاء منها فى المؤلفات اللاحقة لعصره ثلاثة هى:
- كتاب (خطط مصر)
- كتاب (تاريخ مصر)
- كتاب (فضائل مصر)
وبالإضافة لهذه الكتب الثلاثة وصلتنا مؤلفات أخرى لـ "إبن زولاق" من أهمها:
- كتاب (الإخشيد) الذى وصلنا فى صورة كاملة تقريباً.
- كتاب (سيرة المعز لدين الله) الذى وصلنا منقولاً فى مؤلفين لـ "المقريزى".
- ذيل لكتاب (ولاة مصر) لـ "الكندى" حيث إستكمل فيه تاريخ الولاة من حيث إنتهى "الكندى" حتى دخول "المعز لدين الله" مصر وإتخاذها دار خلافة.
- ذيل كتاب (قضاة مصر) " لـ "الكندى" حيث إستكمل فيه تاريخ الولاة من حيث إنتهى "الكندى" حتى تولى القاضى "محمد بن النعمان" سنة 374هـ.
- كتاب (سيرة كافور الإخشيدى )
- كتاب (أخبار سيبويه المصرى) وتحتفظ دار الكتب المصرية بنسخة مخطوطة من هذا الكتاب, ومن المرجح أنها كتبت بخط المؤلف نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة التاريخ ناصر شلبي