وإنها الزاهدة ،الكريمة .
وأُتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ، وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست ، قالت : ياجارية ، هلمي فطري ، فجائتها بخبز وزيت ، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت .([3])
وعن محمد بن عمرو بن عطاء العامري ، قال : كانت بيوت النبيصلى الله عليه وسلم التي فيها أزواجه ، وإن سودة بنت زمعة أوصت ببيتها لعائشة وإن أولياء صفية بنت حيي باعوا بيتها من معاوية بن أبي سفيان بمائة وثمانين ألف درهم ، قال بن أبي سبرة : فأخبرني بعض أهل الشام أن معاوية أرسل إلى عائشة أنت أحق بالشفعة وبعث إليها بالشراء واشترى من عائشة منـزلها ، يقولون بمائة وثمانين ألف درهم ، ويقال بمائتي ألف درهم ، وشرط لها سكناها حياتها ، وحمل إلى عائشة المال فما رامت من مجلسها حتى قسمته ، ويقال اشتراه بن الزبير من عائشة بعث إليها ، يقال خمسة أجمال بخت تحمل المال فشرط لها سكناها حياتها فما برحت حتى قسمت ذلك ، فقيل لها : لو خبأت لنا منه درهما ، فقالت عائشة : لو ذكرتموني لفعلت .([4])
وذكر طرف من مواعظها وكلامها .
عن عامر ، قال : كتبت عائشة إلى معاوية :
أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عز وجل عاد حامده من الناس ذاماً .
(من أرضى الناس بسخط اللّه وكله اللّه إلى الناس) أي لما رضي لنفسه بولاية من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وكله إليه (ومن أسخط الناس لرضى اللّه كفاه اللّه مؤونة الناس) لأنه جعل نفسه من حزب اللّه ولا يخيب من التجأ إليه { ألا إن حزب اللّه هم المفلحون} ، أوحى اللّه إلى داود عليهالسلام ما من عبد يعتصم بي دون خلقي فتكيده السماوات والأرض إلا جعلت له مخرجاً وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماء من بين يديه وأسخطت الأرض من تحت قدميه.
فقلتُ : إنما أرضعتني المرأة ! ولم يرضعني الرجل ، فقال :
"إنًّه عمُّك فليلج عليك" .([8])
وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها.
[1]) ) أخرجه البخاري برقم (6094) ، باب القصد والمداومة على العمل وأخرجه مسلم برقم (2972) .
[2]) ) أخرجه البخاري برقم (6095).
[3])) حلية الأولياء (2/47) .
[4]) ) الطبقات الكبرى (8/165) .
[5] )) صحيح الجامع حديث رقم (6010) .*
[6]) ) صحيح الجامع حديث رقم (6097) .*
[7]) ) صفوة الصفوة (2/32) .
[8]) ) رواه البخاري برقم ( 2644) ، ومسلم ( 1445) .
[8]) ) رواه البخاري برقم ( 2644) ، ومسلم ( 1445) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق