***************************************************


Logo Design by FlamingText.com
Logo Design by FlamingText.com

هذه هي آخر منتجات قمت بمشاهدتها Souqموقع الويب الخاص بـ:
في الأغلب، انتهى الأمر بالأشخاص الذين قاموا باستعراض هذه المنتجات إلى اختيار المنتجات التالية:

الخميس، 27 يونيو 2013

المسيحيون والمسلمون في مصر: عادات مشتركة وحياة واحدة !

المسيحيون والمسلمون في مصر: عادات مشتركة وحياة واحدة !

نهضة مصر

عادات وتقاليد نقلها وتناقلها المسلمون والمسيحيون عن بعضهم البعض بما يؤكد عمق الصلة بينهما كنسيج لوطن واحد وهي في معظمها تنبع من أرضية واحدة واضاف عليها كل منهم لمساته حتي صار اسمها "العادات المصرية" ومنها عادات "تبادل المنتجات المنزلية" مثل الخبز والبسكويت والكحك والمحاصيل الزراعية وغيرها، وهي عادة فرعونية استشرت بين مختلف الأسر وتلاقحتها الحقب الزمنية حتي بداية عصر الدولة القبطية التي توارثت تلك العادة ومن ثم تناقلتها عنها الدولة الاسلامية واستمرت حتي الآن في الأرياف بوجه خاص، وكذلك عادة "دق الهون" وهي عادة مرتبطة بالانجاب، حيث يحتفل أقارب المولود به بعد أيام قليلة من ولادته، ويتعمد الأهل "دق الهون" وهو قطعتان من الحديد يحدثان صوتا حاد"ا عند اصطدامهما ببعضهما وهي عادة فرعونية كانت تتم بالاحجار وغيرها من المواد التي تحدث صوتا مرتفعا وكان الهدف من هذا هو تدريب الطفل منذ الصغر علي الاصوات الحادة حتي لا يكون عرضة دائما للفزع والخوف من الأصوات التي تحدث فجأة وقد نقل الأقباط تلك العادة عن الفراعنة وكرسوا لها وزادوا من اهميتها وعندما جاء الاسلام ظلت هذه العادة قائمة دون سند في الانجيل أو القرآن.ويعد "تذكار الاربعين" الذي يعقب وفاة الفرد بأربعين يوما احد العادات الفرعونية التي ظلت باقية مع اختلاف دلالاتها في المسيحية والاسلام حيث كان الاحتفال "بالاربعين" عند الفراعنة كنوع من تجديد الحزن نظرا لابقائهم علي جثمان المتوفي لمدة اربعين يوما، وهي مدة عملية التحنيط التي تسبق الدفن، وقد استمرت تلك العادة حتي العصر المسيحي وكما يقول د. سميح صابر - معلم الكتاب المقدس بكلية اللاهوت - انها كانت تأتي احتفالا بصعود المسيح الي السماء بعد قيامته بأربعين يوما. وكذا فقد نقلها المسلمون في أغلب الظن علي كونها عادة وعرف من غير الطبيعي عدم القيام بها وليس من الغريب ان نجد مظاهر الحزن عقب وفاة الفرد مثل لطم الخدود والفخاذ فهي في الاساس عادة فرعونية فقد اعتاد الفراعنة ان "يهيلوا" التراب علي رؤوسهم تعبيرا عن الحزن لوفاة شخص ما وكذلك صبغ وجوههم "بالنيلة" وهي مادة مستخلصة من نبات طبيعي ذات لون أزرق داكن وقد نقل الأقباط تلك العادة عن الفراعنة واليهود الذين سبقوهم ثم نقلها المسلمون عنهم وان كانت هذه الفكرة اخذت في التحلل نوعا ما لدي المسيحيين الا ان المسلمين ابقوا عليها وهي تظهر بوضوح شديد في ريف مصر كذلك عادة "لطم الخدود" و"ضرب الفخذ" فالبرغم من ان الاسلام حرمها الا ان "لطم الخدود" لايزال قائما وان كان في اطارضيق فإن رفع اليد وضرب الفخذ لايزال قائما ونفس هذه العادات كما يقول الباحث وجدي حسن نجدها في مقبرة الأمير "رع موزا" في غرب الاقصر حيث تم تصوير جنازته بدقة داخل مقبرته وهي تتضمن رسومات حركية للعادات نفسها القائمة حاليا، وكل هذه العادات نقلها للاسلام العهد المسيحي وقبل المسلمين النقل عنهم نتيجة الحياة الانسيابية التي جمعت المسلمين والمسيحيين في بوتقة واحدة وصهرتهم معا ليكونا نسيجا واحدا.
لم يقتصر الامر علي هذا الحد فقط، بل امتد الي الأكلات الشعبية مثل الفول والطعمية والبصارة والعيش الشمسي والبتاو وهي أكلات فرعونية توارثها الأقباط وادخلوا عليها بعض التعديلات ثم نقلها المسلمون وهي منتشرة في جميع ربوع مصر بخاصة الصعيد كذلك شوي الأسماك وتزغيط الطيور وحشو الحمام والبط كما ان زيارة الاقارب هي في الاساس عادة فرعونية نقلها الاقباط وزادت اهمية ورواجا بخاصة عندما دخل الاسلام مصر ووجد الجميع انه قد كتب عليهم ان يعيشوا علي أرض وطن واحد فكان الدعاة دائما ما يخرجون ليروجوا لهذه العادة لكبح جماح الفتنة بين المسلمين والمسيحيين حفاظا علي الوطن وزاد من أهمية تلك العادة النصوص القرآنية والادبيات الاسلامية التي توصي بصلة الرحم والتقرب من الاخوة المسيحيين كذلك التجهيزات التي تسبق الزواج مثل المهر واعداد وترتيب منزل الزوجية يجمع عليها كل من المسلمين والمسيحيين منبعها فرعوني بما اطلق عليها "المؤنة والكسوة" وقد اعتاد الفراعنة المغالاة في المهور تعبيرا عن الحب الشديد للعروسة وهذا الوضع لايزال قائما بشكل واضح في صعيد مصر كما اعتاد الريف المصري وضع الحبوب في غرفة خاصة به بما اطلق عليه عند الفراعنة غرفة "الكرار" وهي غرفة مخصصة لوضع خزين الاسرة طوال العام و"المطر" وهو قباء بالطين مغلق من جميع الاتجاهات ذات فتحة علوية لصب الحبوب منها وفتحة جانبية لسحب الحبوب منها وكانت وظيفته هي الحفاظ علي تلك الحبوب من الحشرات وهذا القباء مازال موجودا في ريف مصر.
يري الكاتب الصحفي جمال بدوي ان العادات المصرية لم تتأثر يوما بالديانة التي سادت هذه الارض ومعظم العادات والتقاليد القائمة حاليا ذات اساس لقيامها إلا ان هذه العادات قد اصابها التحوير في بعض منها لكنها ابقت علي الخطوط العريضة لها كما هو الحال بالنسبة "لتذكار الاربعين" حيث كان منبعه من العصر والمعتقدات الفرعونية وقد توارثتها الاجيال المختلفة مع اختلاف الدلالات.
يقول بدوي: من هذه العادات انقطاع القساوسة والرهبان أو المشايخ والمعتكفون علي غير النصوص الدينية فهذه العادة توارثتها الاجيال المختلفة وظلت حتي عصرنا هذا وهي تمارس في كثير من الاحيان كعادة وتعود أكثر من كونها دافعا دينيا أو توصية بنص ديني.
ومن بين تلك العادات جلوس السيدة امام مقبرة زوجها تقص عليه ما حدث وتشكي له مشكلاتها ظنا منها انها تخاطبه وتحاكيه وهو يستمع اليها وقد ظلت هذه العادة باقية علي مدي العصر القبطي وامتدت الي الدولة الاسلامية وظلت قائمة حتي الآن وقد عزز من استمرار تلك العادة بعض النصوص والقصص في الادبيات الاسلامية كذلك عادة "المعددة" في الميتم، فهذه العادة ليس لها أصل في الديانة المسيحية والاسلامية بل ان الديانة الاسلامية حرمتها ومع ذلك فانها لاتزال باقية تعبيرا عن الحزن الشديد والافتقاد للمتوفي وهذه عادة فرعونية خرجت مع كثرة الحروب في الماضي وكثرة الضحايا.
ويؤكد بدوي ان عصر الدولة القبطية كان بمثابة القاطرة التي نقلت تلك العادات والتقاليد كما ان هذه الحقبة التاريخية أفرزت العديد من العادات الخاصة بالدين المسيحي نقلها عنهم المسلمون ولا زالت قائمة حتي الآن.
يقول القمص مرقص عزيز كاهن الكنيسة المعلقة ان المسلمين قد نقلوا عن الاقباط العديد من العادات التي ارتبطت بالدين المسيحي وولدت في ظل العهد المسيحي من بينها "فانوس رمضان"، حيث كان الاقباط كما قال "المقريزي" يحتفلون بعيد "الغطاس" عن طريق عمل الفوانيس والشموع الضخمة وكان يسمي هذا اليوم من الاعياد "عيد الانوار" ويوجد في منطقة مصر القديمة بجوار الكنائس الأثرية منطقة تسمي قصر الشمع، حيث كان الأقباط يصنعون الفوانيس والشموع.
ويؤكد عزيز ان المسلمين اخذوا عن الأقباط بعض العادات في المولد النبوي الشريف مثل الحصان والعروسة فالعروسة هي تصوير للقديسات في المسيحية حيث يضع الاقباط علي رؤوس القديسات والقديسين "هالة" ترجمت الي الهالة المصنوعة من اوراق الكروشة علي رأس العروسة في المولد النبوي، كذلك الشهداء في الكنيسة تصورهم باستمرار وهم يركبون الخيول مثل ماري جرجس والامير تادرس وغيرهم.. فأخذت هذه الرسومات وترجمت الي هدايا من الحلوي وهي عادة لازالت قائمة حتي الآن.
يضيف عزيز: الكنيسة منذ القدم اعتادت تقديم الدروس التعليمية لابنائها يوم الاحد وقد نقلها عنهم المسلمون ولكن جعلوها يوم الجمعة كذلك فكرة انشاء المستوصفات والمستشفيات والمشروعات الخيرية ودخول النساء المسلمات مؤخرا لعقد القران داخل المساجد انما هي عادة مسيحية الاصل تتم داخل الكنيسة وكل هذا عائد لطبيعة العلاقة الحميمية التي تسري بين افراد المجتمع ومن الطبيعي ان ينقل كل منهما عن الاخر فجميعهم ابناء وطن ومكان واحد.
بينما يقول الباحث وجدي حسن هناك العديد من العادات والتقاليد التي يتعامل معها المواطن المصري علي اختلاف انتماءاتهم الدينية دون تفرقة او البعث في اصل تلك العادات وهو ما يعكس الترابط الاجتماعي الشديد، ويؤكد حسن ان اكثر تلك العادات هي العادات الفرعونية التي ظلت قائمة منذ الاف السنين.
ويضيف عادة الختان عند النساء اصلها يهودي وقد جاءت في تطور لختان الرجال وهي عادة فرعونية نقلها المسيحين ثم المسلمون وهي باقية حتي الان، كذلك فكرة "الثأر والعصبية" التي ولدت في العصر المسيحي من منطلق القلة والاحساس باغتصاب الحق منهم وقد تطبع بها كل من المسلمين والمسيحيين بالاضافة الي بعض الألعاب الفرعونية المعاصرة مثل الجملة والطبوبة والتحطيب والحكشة "الهوكي" وجميعها العاب مرسومة علي جدران المعابد وهي قائمة حتي وقتنا هذا شاهدة علي اهمية العصر المسيحي في نقلها لنا.
ويؤكد حسن ان الحقبة القبطية التي مرت بها مصر كانت بمثابة القاطرة التي نقلت تلك العادات والتقاليد واضافت اليها واستأصلت منها وكذلك فعل الاسلام حتي وصلوا للصورة الحالية من العادات والتقاليد والتي اتفقوا عليها بما يجمع كل منهما تحت مظلتها.
في حين يري الباحث القبطي الدكتور نبيل لوقا بباوي ان النسيج الوطني المكون من المسلمين والاقباط لا نستطيع ان نفصل بينهما في العادات والتقاليد فالكل يعيش من خلال عادات وتقاليد مصرية واحدة وليست هناك عادات تخص المسيحيين دون المسلمين او العكس ، وهذا وضح تماما في الواقعة الخاصة باللورد كرومر المندوب السامي البريطاني عندما ارسل تقريره عن الحالة في مصر للتاج البريطاني قال فيه "لا تستطيع ان تفرق بين المسلم والمسيحي في مصر وفي عاداتهم وتقاليدهم الا من خلال شيء واحد وهو ان المسلم يذهب الي المسجد عند الصلاة والمسيحي يذهب للكنيسة". ويقول منذ عام 640م ودخول عمرو بن العاص والاسلام الي مصر والكل يحتفل بالاعياد جميعا، واستطاع كل منهما ان يؤثر في الاخر، حتي ان يوم صيام السيدة العذراء يصومه كل من المسيحيين وبعض المسلمين من منطلق ان السيدة العذراء تم تكريمها في القرآن بصورة غير موجودة في اي ديانة سماوية اخري، كما يشارك الاقباط اخوانهم المسلمين في احتفالات شهر رمضان خاصة الليالي الرمضانية حتي ان بعض المسيحيين يصومون شهر رمضان احتفالا بهذا الشهر الكريم، وقد تم تتويج هذه المنظومة غير الموجودة في اي دولة في العالم بقرار رئيس الجمهورية باعتبار عيد الميلاد اجازة لكل المصريين، وفي المقابل نجد الكاتدرائية تعد افطارا سنويا لبعض الرموز الاسلامية يحضر اليه في الغالب رئيس مجلس الشعب وشيخ الازهر.
ويؤكد بباوي: هذه المظاهر والعادات والتقاليد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المصريين جميعا لا يمكن فصلهم عن بعضهم البعض وان اعتبارات الدين لا يتم النظر اليها الا داخل المنازل والكنائس فقط.
اما د. مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الاسلامية فيقول العادات والتقاليد المتوارثة هي الرباط الوثيق الذي جمع بين مسلمي ومسيحي مصر، فلا يمكن التمييز بين مواطن مسلم واخر مسيحي سواء من خلال الشكل او السلوك ولكن الاختلاف ينحصر داخل منزل كل واحد ولا يتعدي مسكنه، وتأثير العادات والتقاليد علي الحياة اليومية للمواطن المصري تبدو اكثر وضوحا في القرية، حيث كنا دائمي اللعب عندما كنا صبية دون ان نضع اي اعتبار للديانة، وقد كنت انادي احد الباعة المسيحيين "يا عم حنا" دون ان اضع ادني اعتبار لكونه مسيحيا، ويدلل الشكعة علي روح التآخي بين المسلمين والمسيحيين فيقول: الكنيسة التي بُنيت في قريتي كانت من قبل المسلمين عندما وجدوا المسيحيين في حاجة اليها لممارسة شعائرهم الدينية، مشيرا الي ان الفرق بين المسلم والمسيحي لا يبدو الا في القاهرة فقط حيث بدأت العادات والتقاليد المشتركة في التحلل نوعا ما مع تطور العصر وارتفاع نسبة التكدس السكاني وانشغال المدينة بمتاعب واعباء الحياة اليومية.
ويؤكد الشكعة ان هناك بعض المسيحيين يصومون شهر رمضان اكراما للمسلمين وهذه ليست عادة مستحدثة بل انها عادة ضاربة في اعماق الزمن وهو ما يؤكد مدي تأثر المسيحيين بالعادات والتقاليد الاسلامية كذلك الاحتفال بشم النسيم، وهو يعد احد اعياد المسيحيين؛ لانه يأتي في اليوم التالي لعيد مسيحي ومن ثم فلا اعتد به كعيد موروث عن الفراعنة علي قدر الاعتداد به عيدا للمسيحيين والمسلمين معا.
يوضح الشكعة ان الاسلام أكد علي احترام الدين المسيحي في عدة نصوص فيه منها قوله تعالي: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" ويقصد بأهل الكتاب هنا كل الديانات السماوية التي سبقت الاسلام وهي اليهودية والمسيحية، ولقد أدرك المسيحيون موقف الاسلام منهم جيدا ومدي تسامحه معهم، وهو ما ادي لفتح قنوات لضخ العادات والتقاليد وقبل المسلمون بنقل هذه العادات والتقاليد اليهم ولم يعتزل المسلمون المسيحيين بل اعتبروهم شركاء وطن واحد.
ويقول الباحث القبطي جمال أسعد: الحديث عن عادات للمسلمين واخري للمسيحيين هي لا تجنح للتوصيف الصحيح. فالعادات والتقاليد هي سلوكيات اجتماعية تقلبت عبر الزمن حتي اخذت شكل الطقوس التي توارثها البشر لان الحالة المصرية التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين حالة فريدة من نوعها ومن ثم فلم نكن في حاجة لبحث اصل اي من هذه العادات ومع ذلك فهناك عادات وتقاليد مصرية كانت نتاجا متوارثا من ممارسات اجتماعية بدأت في العهد المصري القديم مرورا باليوناني والروماني ثم المسيحي والاسلامي واختلطت هذه العادات وشكلت عادات وتقاليد مصر بما بقي منها وما اندثر منها فمراسم الجنازات من اولها لاخرها هي عادات مصرية قديمة نقلها المسيحيون للمسلمين، وإن اختلفت في بعض منها الا ان الخطوط العريضة لها واحدة وكذلك زيارة الموتي.
ويوضح اسعد ان هناك عادات تنتحي ناحية العقيدة الا انها دخلت ضمن العادات المصرية وفي مقدمتها هي زيارات اضرحة الاولياء والقديسين وهي عادة فرعونية مستمدة من تودد الناس للآلهة والصالحين، وهكذا استمر لدي المسيحيين في التودد لدي القديسين ثم نقل المسلمون تلك العادة عنهم ، الا انهم طوروا فيها وزادوا من اهميتها فتم التأسيس للموالد والاحتفالات الدينية الخاصة باولياء الله الصالحين ، وإن كان التودد في هذه الاضرحة لا يقتصر فقط علي حد زيارة المسلمين للاولياء والمسيحيين للقديسين، ولكن هناك العديد من المسلمين الذين يتوددون لاضرحة القديسين والعكس يحدث تماما كنوع من اكتساب البركة، فهناك العديد من القديسين والاولياء تتم العودة لهم ليس بناءعلي الديانة ولكن نتيجة الحياة الروحانية التي احياها وما اتسم به من عدل وإنصاف.
بينما يقول الانبا كيرلس اسقف نجع حمادي ان من اهم العادات التي ورثها المسلمون والاقباط عن الفراعنة هي الطقوس الخاصة بالجنازة، فالفراعنة كانوا يضعون المتوفي امام المعبد الجنائزي لمدة اربعين يوما دون ان يتم دفنه وفي الثلاثة ايام الاولي تجري بعض الصلوات الخاصة ثم تعاد الصلاة علي الميت بعد اسبوع من الوفاة وبعد خمسة عشر يوما، علي ان تجري الصلاة الاخيرة بعد اربعين يوما من وفاته وهو اليوم الذي يدفن فيه الميت وقد اخذ المسيحيون هذه العادات عن الفراعنة مع اختلاف ان الاقباط ومعهم المسلمون يقومون بدفن الميت عقب الوفاة مباشرة علي ان يجري عليه صلاة الجنازة داخل الكنيسة في ثالث يوم الوفاة بما تعرف بصلاة الثالث ويعقبها قيام كاهن مسيحي بزيارة منزل المتوفي لرفع الحصيرة او السجادة التي كان عليها المتوفي كرمز لرفع الحزن عن المنزل ويجري الاحتفال بالوفاة بعدها بخمسة عشر يوما وكذلك باربعين يوما.
ويضيف كيرلس المسلمون يقيمون العزاء لمدة ثلاثة ايام يتخللها قراءة القرآن وعقب الوفاة باسبوع ثم خمسة عشر يوما وكذلك يوم الاربعين وهذا يوضح ان الطقوس نفسها التي يتبعها كل من المسلمين والمسيحيين واحدة لانهم انطلقوا من ارضية واحدة ويعيشون علي ارض واحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدونة التاريخ ناصر شلبي